مدينة تريم تعتبر من أهم المدن التي تحتضنها محافظة حضرموت, وهي تقع على الضفة اليسرى المجرى الرئيسي لوادي حضرموت بجنوب شبه الجزيرة العربية ، وتبعد عن مدينة سيئون بحوالي 34 كيلومتر وعن عاصمة المحافظة المكلا حوالي 356 كيلومتر وتقدر مساحتها بنحو 2894 كيلومتر مربع , ويزيد عدد سكانها عن المائة ألف نسمة.
مدينة تريم سميت باسم بانيها تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر حيث كانت عاصمة لملوك دولة كنده , وبقيت عاصمة الوادي إلى القرن العاشر الهجري. وقد سجل التاريخ عدة أراء حول نشأة هذه المدينة ، فهناك من يرى أن تأسيسها يعود إلى ما قبل الميلاد بأربعة قرون, ورأي آخر يقول بأنها اختطت في زمن الحاكم الحميري أسعد الكامل ، وتسمى تريم بالمدينة الغناء لكثرة بساتينها وحدائقها الجميلة التي تحيط بها.
لأهل تريم خصوصا وحضرموت عموما شرف السبق في الدخول إلى الإسلام حيث اعتنق أهلها الإسلام طواعية , و جاءت وفودهم في السنة العاشرة للهجرة إلى عند الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة لتعلن إسلامها.
تشتهر مدينة تريم بنشاط اقتصادي مشهود له بين كافة مدن حضرموت ، فأبرز الأنشطة التي يعمل بها سكان المدينة الزراعة والبناء العمراني والصناعات الحرفية والتجارة والبعض الآخر يعمل في الوظائف العامة للدولة , كما أن هناك البعض من أبناء المدينة يغترب إلى دول الخليج العربي للعمل بها. ويتميز أهل مدينة تريم بإتقان العديد من الصناعات الحرفية التي تتطلب مهارة عالية يتم اكتسابها عن طريق التوارث من الآباء إلى الأبناء مثل : صناعة مواد البناء ، صناعة الحدادة واللحام , صناعة الأخشاب (النجارة) , صناعة الخزف , وغيرها الكثير .
تزخر المدن الضاربة في القدم بموروثات شعبية متجذرة تربطها بتاريخ تليد يؤكد أصالة حضارتها وعمق جذورها فمدينة تريم غنية بتراثها الشعبي المتنوع كالعادات والتقاليد والقوانين والرقصات والألعاب الشعبية ، الأمر الذي يعطي صورة عن الثقافة التي تضرب بجذورها في الماضي البعيد ولازالت حية حتى وقتنا الحاضر. ويأتي في مقدمة الفنون بتريمفن الإنشاد والموشحات الدينية وكذلك فن الدان الحضرمي ، ومن الرقصات التي يؤديها الإنسان التريمي ويتقنها رقصة "الزربادي" ورقصة "الشبواني" ورقصة "الرزيح". كما أن هذه المدينة العريقة تحتضن من المهرجانات التراثية الشيء الكثير أبرزها مهرجان سباق الإبل التي تقام في 13 شعبان من كل سنة وذلك عند عودة الزوار والجمالة من الزيارة السنوية لضريح نبي الله هود عليه السلام.